مارك زوكربيرج يخسر ربع ثروته بعد انهيار أسهم ميتا

 

خسر الرئيس التنفيذي للشركة ميتا (فيسبوك سابقًا) نحو 31 ألف مليون دولار من جراءالانهيار القويلأسهم ميتا في وول ستريت التي شهدت تراجعًا بنحو 26%، لتدخل التاريخ باعتبارها أكبر خسارة يومية في القيمة السوقية لسهم في وول ستريت.

عانت تداول مؤشرات الأسهم العالمية بعد ان شهدت أسهم شركة ميتا في يوم 3 فبراير أسوأ انخفاض منذ تأسيس الشركة، حيث تراجعت الأسهم بنسبة 26% في بورصة نيويورك، عقب الإعلان عن نتائج مخيبة للآمال للتقرير الفصلي للربع الرابع من العام الماضي، في انخفاض يمثل حوالي 200 مليار دولار أمريكي في رسملة شركة مارك زوكربيرج.

من بين الأسباب العديدة التي أدت إلى انخفاض أسهم ميتا بشكل كبير، كان السبب الرئيسي هو المنافسة القوية التي يمثلها الارتفاع السريع لمنصات مثل تيك توك وتنسيق الفيديو القصير الخاص بها، وذلك وفقًا للعديد من الخبراء.

زوكربيرج يطالب المستثمرين بالتحلي بالصبر

أقر "مارك زوكربيرج"نفسه بأن المستخدمين لديهم الآن الكثير من الخيارات حول الطريقة التي يريدون قضاء وقتهم بها، بالإضافة إلى أن تطبيقات مثل تيك توك التي تنمو بسرعة فائقة.

طلب الرئيس التنفيذي لشركة Meta من المستثمرين التحلي بالصبر خاصة مع استمرار نموفيسبوك، وقد تأسس موقع فيسبوك في عام 2004 في كامبريدج وتم طرحه للجمهور في عام 2012، وفي العام الماضي قام بتغيير اسم الشركة إلى Meta في خطوة لفصل نفسه عن علامة فيسبوك التجارية، التي تورطت في اتهامات شديدة بشأن خصوصية البيانات وقضايا التحكم.

وقال مارك زوكربيرج عن مقاطع الفيديو القصيرة بعد تقديم النتائج: "بمرور الوقت، نعتقد أن لدينا امكانات قوية لتحقيق قدر هائل من النمو في جميع المجالات"، أضاف الرئيس التنفيذي لشركة ميتا "نعتقد أن ذلك هو الشيء الصحيح الذي يجب أن نركز عليه ونعمل على مزيد من البناء والسعي إلى تنمية مشاريعنا بأسرع ما يمكن وعدم التوقف على الإطلاق، على الرغم من أن ذلك قد يؤدي إلى نمو أبطأ على المدى القصير مما كنا نريد".

ومع ذلك، لم تكن هذه خيبة الأمل الوحيدة التي قدمتها الشركة في نتائجها ربع السنوية، حيث إنها تتوقع أن يتراوح دخلها للربع الحالي بين 27000 و 29000 مليون دولار أمريكي، وهو أقل بكثير من توقعات المحللين الذين أشاروا إلى توقعات بنحو 30.25 مليار دولار، وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة بلومبرج.

كما أبلغت الشركة عن ثبات في عدد المستخدمين الجدد، لأول مرة في تاريخ الشبكة الاجتماعية، حيث كان لدى فيسبوك قرابة2.91 مليار مستخدم نشط شهريًا في الربع الرابع، وهو رقم لم يتغير عن نفس الفترة السابقة، بينما انخفض عدد المستخدمين اليوميين للتطبيق الرئيسي في أمريكا الشمالية، وهو السوق الأكثر ربحًا للشركة بشكل طفيف من 196 مليون إلى 195 مليون مستخدم.

بينما بلغ صافي الدخل في الربع الرابع 10.3 مليار دولار أمريكي، أو 3.67 دولار أمريكي للسهم، حسبما أفادت ميتا، بأقل أيضًا من 3.84 دولار أمريكي للسهم الواحد التي توقعها المحللون.

هذا هو التقرير الأول للنتائج المالية للشركة منذ تغيير اسمها إلى ميتا، وبعد تعرضها للكثير من الجدل والنقد حول خصوصية بيانات المستخدم، على الرغم من أن الشركة أوضحت أنه نهج جديد ستتبناه لتطوير يسمى ميتا.

يمكن تصنيف الانخفاض الحاد في أسهم ميتا على أنه الأسوأ في تاريخ سوق الأسهم، على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي ينخفض ​​فيها السهم بشكل حاد، لقد تراجعت بالفعل بنسبة 19 % في يوليو 2018 بعد تباطؤ في نمو المستخدمين، مما أدى إلى خسارة بنحو 120 مليار دولار في رسملة السوق.

زوكربيرج يتلقي خسارة يومية هي الأكبر في التاريخ

تلقت ثروة "مارك زوكربيرج" ضربة قوية حيث خسر 31 مليار دولار في واحدة من أكبر الانخفاضات في يوم واحد في التاريخ، والثانية بعد خسارة "إيلون ماسك" الرئيس التنفيذي لشركة السيارات العملاقة تسلا البالغة 35 مليار دولار في نوفمبر.

حتى أن التركيز الجديد على ميتافيرس تضرر أيضًا، بعد أن خفض المحلل التكنولوجي المعروف "دوجلاس أنموث" من بنك جي بي مورجان الأمريكي تصنيف ميتا إلى "محايد" للمرة الأولى منذ الاكتتاب العام على فيسبوك.

وقال المحلل أن الشركة تواجه تباطؤًا كبيرًا في نمو الإعلانات حيث تشرع في انتقال مكلف وغير مؤكد ومتعدد السنوات إلى ميتافيرس، وأضاف أنموث أننا نتحرك إلى الهامش لأننا نعتقد أن الأسهم ستكون تحت ضغط أكبر أو نطاق محدد خلال الشهر المقبل.

في الوقت الحالي، تواصل شركة ميتا الرهان على التطورات والتطورات التي حققتها شركة الواقع الافتراضي Oculus، والتي تم تغيير اسمها أيضًا إلى Meta Quest، وبرغم ذلك، لا يزال القسم لا ينتج الموارد اللازمة لدعم الشركة بأكملها، حيث تكبدت خسارة قدرها 10.2 مليار دولار أمريكي وعائدات بقيمة 2.3 مليار دولار أمريكي من بيع سماعات الواقع الافتراضي.

تواجه شركة ميتا تحديًا في عام 2022 حيث تتأثر إيراداتها بتغييرات السياسة واستهداف الإعلانات لأجهزة آبل، بينما تؤثر المشكلات العالمية الأخرى مثل التضخم وانقطاع سلاسل التوريد على الميزانية المتاحة للمعلنين.

مؤشر ناسداك يعاني من تراجع حاد بسبب انهيار الفيس بوك

تراجعت الأسهم الأمريكية بشكل حاد يوم الخميس3 فبراير، حيث خسر مؤشر ناسداك المركب الذي يضم شركات التكنولوجيا الكبرى حوالي 3.1%، المؤشر في حالة ركود حتى الآن هذا العام، حيث تأثرت الأسهم برفع القيود، خلال فترة وباء فيروس كورونا استفادت شركات التكنولوجيا مثل نيتفليكس أو آبل أو أمازون من القيود من خلال كونها الخيار الأول للترفيه لدى الناس، كما تراجعت أسهم سناب شات وتويتر.

الدروس الكامنة وراء انهيار فيسبوك

عندما طور مارك زوكربيرج فيسبوك في عام 2004 وهي شركة رائدة في شبكات التواصل الاجتماعي، فقد نشأت ملايين الشركات الجديدة بناءً على حاجة الأشخاص لتحديث ملفاتهم الشخصية، مرتبطًا بشبكة من الروابط الافتراضية التي أصبحت توربينًا عالميًا قويًا لإنتاج المحتوى ومشاركته .

وإدراكًا منه لضرورة تحقيق نقلة نوعية في أعماله، فقد قرر في نهاية العام الماضي إطلاق ميتا والذهاب "إلى ما بعد" وإنشاء جيل جديد من الشبكات الاجتماعية، ولكن حتى الآن لم تسر الأمور على النحو الذي كان عليه مطلوب والأمس وحده، فقد شهد انهيار أسهم ميتا بنسبة تصل إلى 26% وهو أكبر انخفاض في التاريخ، بعد أن كانت قاعدة مستخدمي فيسبوك أقل في الربع الأخير مما كان متوقعًا، بالإضافة إلىالنمو السريع لتطبيقات مثل تيك توك في الأسواق.

الدرس الأول الذي تتركه الأخبار المالية هو أنه يجب أن تكون هناك لحظة تغيير مناسبة، والتي غالبًا لا تكون تلك اللحظة التي يمليها السوق أو المنافسون، ولكنها تلك التي تنشأ من ديناميكيات إبداعية داخلية، يولد كل مشروع ناجح من فكرة أصلية يصعب تكرارها أو نسخها.

خيبت توقعات المبيعات آمال وول ستريت والرئيس التنفيذي زوكربيرج الذي انخفضت ثروته الشخصيةإلى حوالي 31 مليار دولار، وقد اعترف زوكربيرج بأن ميتا تواجه منافسة جادة على وقت واهتمام المستخدمين، لا سيما تطبيق مشاركة الفيديو القصير تيك توك، وبالتأكيد سيكون للشبكة الاجتماعية الصينية منافس يحل محلها كما يحدث دائمًا، فقط الشركات الدائمة هي التي لديها بروتوكولات ومدونات للتحسين الداخلي، لكنها لا تتخلى أبدًا عن صيغ توليد ابتكارات دائمة تظل أطول.